تمر الأيام ، و تنقضى الشهور ، و نحن فى انتظار ضيف كريم ، لنا فى أيامه خير عظيم ، نعيش فيه الأيمان و ما له من نفحات ، و نتعوذ فيه من النار و ما لها لفحات ، شهر تفتح فيه أبواب الجنة ، و تغلق فيه أبواب النار ، و تصفد فيه الشياطين ، نشعر فيه بحلاوة الطاعة ، و نتنسم فيه الإيمان الذى يمس شغاف القلوب ، فيخدرها عما تلاقيه من صروف الدهر ، و ما تكابده من أمور الحياه ، هذه الأيام معدوات ، فدعونا إخوتاه نجعلها منطلقاً للتغيير ، ونواة للتبكير فى سلك درب العلى القدير.
أخى الكريم / أختى الفاضلة ، هذا جمع من الأعمال أريد أن نقرأه ا بقلوبنا ، فما له أن يقرأ بعقولنا ، فالأولى تحتاج أن ترق بين يدى مولاها ، فنصل بالثانية إلى مبتغاها ، و إلا فالثانية ضالة عن سبيلها إن لم تهتد الأولى إلى طريقها.
أولاً : التوبة
كل منا يعلم من نفسه ما لا يعلمه غيره ، و يعرف لله عز وجل عظيم ستره ، و كريم عفوه و كرمه ، قال تعالى " وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "النور31
و صح عن رسوله صلى الله عليه و سلم أنه قال ( و الله إنى لاستغفر الله و أتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة)
هذا حال حبيبنا صلى الله عليه و سلم الذى زكاه الله تبارك و تعالى فى خلقه فقال {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 ، و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فقال تعالى{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }الفتح2 ، فما بالك نحن المذنبين الضعفاء؟!
ثانياً : تعلم فقه الصيام فمن المعلوم أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ثالثاً : الاستعداد من الآن فصاعدًا بما يلى :
1-المحافظة على صلاة الجماعة فى المسجد، و شفعها بالأثنتى عشرة ركعة الراتبة ليبنى لك بيتاً فى الجنة ، ، ويا له من خير عظيم ، و سؤدد كريم لو مكثنا فى المسجد بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس مقدار رمح أو رمحين فنصلى الضحى و نفوز بأجر حجة و عمة تامة تامة تامة كما نص الحديث.
2- صيام الأثنين و الخميس من شعبان ، فهذا الشهر العظيم يغفل عنه كثير من الناس ، و فيه ترفع الأعمال إلى الله ، و ها نحن عل مشارف13 ، 14 ، 15 فلنصب السنه بصيامهم و هكذا نتدرب على صيام رمضان.
3- تلاوة القرآن ، ما أجمل أن يقال لك اقرأ و رتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها ، ولكى نشحذ الهمم لك أن تعرف أن الشافعى رحمه الله كان له فى رمضان ستون ختمة فى غير الصلاه ، كم مرة سنختم نحن؟
4-المحافظة من الآن فصاعدًا على الأذكار اليوميه ، أذكار الصباح و المساء ، دخول المنزل و الخروج منه ، دخول الخلاء و الخروج منه ، عند النوم ، عندالاستيقاظ ، وغيره دعونا لا نضن على أنفسنا بالقربات.
5- القيام و لو حتى بركعتين خفيفتين لنقدر على قيام رمضان كاملاً إن شاء الله فصح عن رسولنا صلى الله عليه و سلم ( من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
6- صلة الأرحام ، و لو حتى بالتليفون إن تعذر .
7- بر الوالدين ، و تقبيل أيديهم .
8-الصدقة ، فقد صح عنه صلى الله عليه و يلم فى حديثه لعدى بن حاتم ( اتقوا النار و لو بشق تمرة) ن فلا يحقر أحدنا من المعروف شيئاً ، فأنت لا تدرى ماذا عساه أن يفعل هذا القليل للمحتاج.
9-الدعاء و كان يجدر بى أن أجعله من أول الواجبات ، فروى البخارى فى الأدب من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من لم يسأل الله يغضب عليه) ، فندعو لأخواننا فى العراق و فلسطين و مشارق الأرض و مغاربها .
10-إمساك اللسان عن آفاته من كذب و غيبة و نميمة و لغو فى عير ذكر الله ، و لنرطبه بالذكر ، و لنعطره بالقرآن .
11- نعرض عن التلفاز ، و إن لم نستطع أن نقنع أهلينا بالإعراض عنه فلننج بأنفسنا ، فبالرغم من أن الشياطين صفدت إلا أنهم يأبون إلا أن يتركوا من خلفهم شياطين الأنس فيكدروا على المؤمنين صفو الطاعة ، و تذكر قوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
اسأل الله أن ينفعنا بهذا و أن يجعل أقوالنا توافق أعمالنا و أن يجنبنا الشرك
.