جمعت الولايات المتحدة حتي الساعة الثانية من مساء أمس2235 ميدالية في تاريخ مشاركتها في الالعاب الاوليمبية, وجمعت مصر24 ميدالية, منها اثنتان تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة.. لكن مصر تحتل المركز الخمسين بين121 دولة دخلت قائمة الميداليات منذ انطلاق الالعاب الحديثة في أثينا عام1896.. أما نتائج بعثتنا الاوليمبية في بكين فهي خيبة ومخيبة دون شك, قياسا بما تحقق في أثينا2004, لكني أتوقف هنا أمام ظاهرة الولولة المتكررة كلما شاركنا في أوليمبياد, فنحن نكتشف المسافة الشاسعة بين رياضتنا ورياضة العالم الآخر, كل أربع سنوات!
تلك الولولة غير موضوعية لاسباب كثيرة, منها عدم فهم الذين يولولون معني المشاركة في الالعاب الاوليمبية, فلو كانت الحكاية بالميدليات وعددها لما شاركت أكثر من75 دولة في الاوليمبياد, لان بكين التي يشارك بها204 دول لن تحرز جميعها ميداليات, وهؤلاء المولولون لايعرفون كيف يحقق أبطال ترينداد وتوباجو وجامايكا ميدالياتهم, فهم يتدربون في الولايات المتحدة في دول أوروبية لسنوات, وهؤلاء لايعرفون أيضا أن الامريكيين استعانوا بمايوه جديد وهو زي. أر. سبيدو كي يزيدوا من سرعة سباحيهم وقدرتهم علي اختراق المياه بقوة جر أقل من38% من المايوه التقليدي.. بينما نحن نشكل لجنة علي أعلي مستوي لنعرف ماذا نضع في حقيبة الإسعاف؟
نحن متخلفون رياضيا دون الحاجة لاكتشاف ذلك بالمشاركة في الالعاب الاوليمبية, فنحن شعب لايمارس الرياضة الحقيقية, ففي أمريكا20 مليون لاعب تنس, وفي مصر ألفا لاعب.. وفي ألمانيا15 مليون سباح, وفي مصر50 مليونا يغرقون في شبر ميه والباقون يخافون من الماء ويرونها نارا والعياذ بالله.. وماهو أهم من هذا كله أن الامر بالنسبة للمواطن المصري ترف ورفاهية, فكيف يلعب ويتدرب, وهو أصلا لايجد الوقت كي يتعلم, وهو ربما قد ينتحر بسبب الثانوية العامة التي نتحدث عن تطويرها منذ20 عاما ولم تتطور. وأكتفي بذلك فالمسألة أعمق من أن نتناولها بالولولة والخطب, أو باختصار النهضة الرياضية وتعليقها ورهنها.. بعودة حصة الالعاب للمدرسة.. فهذا كله وغيره ضحك علي النفس وعلي الناس؟!