--------------------------------------------------------------------------------
صنَّف المختبر الجنائي المخدر على أنه نوع جديد وغير معروف من قبل وأنه يتفاعل مباشرة مع خلايا الدماغ
استعدت الأجهزة الأمنية لكل الاحتمالات وزادت تدريبات الكلاب البوليسية مع الهيروين، والكوكايين والميرغوانا ورفعت الجهوزية من الدرجة البرتقالية إلى الدرجة الحمراء.
كانت المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك شحنة من المخدرات سوف تدخل البلاد، لكن تلك المعلومات لم تحدد متى وأين وما هو نوع المخدر، لكن أغلب الظن كانت مخدرات من نوع جديد ومما عزز هذه المعلومات اتصالات تلقتها القيادة الأمنية من الانتربول تؤكد بأن الشحنة في طريقها إلى وجهتها وأن معظم الشحنة سيتم توزيعها في الدول المجاورة.
استعدادات مكثفة
في هذا الوقت استعدت الأجهزة الأمنية لكل الاحتمالات وزاد تدريب الكلاب البوليسية على الهيروين والكوكايين النقيين بشكل كبير، أما التدريب على الميرغوانا فقد فاق كل تصور، حيث إن السوق العالمية كانت تعج بالميرغوانا، وكان الاحتمال أن تكون الشحنة من هذا النوع من المخدر.
كانت المعلومات عن الشحنة قليلة لكنها كانت كافية لأخذ هذه الاستعدادات، وفي هذا الوقت جاء تقرير من الانتربول يقول ان الشحنة ستصل في الفترة ما بين «15 ـ 20» من الشهر، وأن الذي سيقوم بإدخالها رجلان وسيدة من إحدى الدول المستقلة حديثاً، كانت كل معلومة جديد بمثابة الشمعة التي تضيء عتمة الليل الحالك.
استمرت الاستعدادات على قدم وساق وفي الفترة ما بين «15 ـ 20» وهي الفترة التي ستدخل فيها الشحنة، تم رفع درجة الاستعداد من الدرجة البرتقالية إلى الدرجة الحمراء، لكن الأيام مرت ولم يظهر أي أثر للشحنة. بعد نحو أسبوعين تلقت الأجهزة الأمنية رسالة من الانتربول تطالبها بإعطاء معلومات عن الشحنة وكيف تم ضبطها وعدد الأشخاص المتورطين فيها وصورهم وجنسياتهم، ومعلومات أخرى... إلخ.
وهنا ردت الأجهزة الأمنية بأن الشحنة لم تصل وأن المعلومات السابقة عن وجود الشحنة قد تكون معلومات خاطئة، لكن الانتربول رد برسالة أخرى تقول بأن الشحنة دخلت يوم (18) من الشهر، وأنه يتم بيعها في الأسواق وأن الجزء الأكبر سيتم إعادة تصديره إلى الدول المجاورة.
أصيبت الأجهزة الأمنية بصدمة كبيرة عندما عرفت بأن الشحنة دخلت وأنها لم تتمكن من ضبطها واعتقال المهربين، كان الموقف محرجاً للغاية، ولكن ليست باليد حيلة. بدأت الأجهزة الأمنية تبحث من جديد، حيث ركزت في مراقبتها على متعاطي الهيروين والميرغوانا والكوكايين، وأعادت خططها للوصول إلى العصابة. بعد نحو شهرين لم تتمكن الأجهزة الأمنية من الوصول إلى العصابة، كما أن مراقبة المتعاطين لم تزد شيئاً على المعلومات التي تمتلكها الأجهزة الأمنية.
في أحد الأيام تلقت الأجهزة الأمنية اتصالاً من أحد المستشفيات يفيد بأن سيارة مجهولة وضعت شخصاً في الصباح الباكر أمام بوابة المستشفى وانطلقت مسرعة وعند فحص الشخص بين بأنه أخذ جرعة زائدة من مخدر غريب وغير معروف، حيث أدت تلك الجرعة إلى وفاته.
تم نقل الجثة إلى المختبر الجنائي حيث صدرت أوامر مشددة من المسؤولين بإجراء تحاليل كاملة للجثة لمعرفة هذا النوع الجديد من المخدرات. بعد أقل من أربع وعشرين ساعة كان عدد الحالات التي تم حصرها في المستشفيات قد وصلت إلى وفاة شخصين، بينما يوجد شخص آخر في غرفة العناية المركزة فاقداً للوعي بسبب جرعة زائدة.
أصبح الأمر محرجاً للغاية في ظل تزايد عدد الموتى والمتعاطين لهذا النوع الجديد من المخدرات، الذي صنفه المختبر الجنائي بعد فحص جثث الموتى بأنه نوع خطير للغاية، فهو يعتمد على نصف في المائة في تكوينه على الهيروين النقي، في حين أن بقية المكونات مواد كيميائية، تتفاعل مباشرة مع خلايا الدماغ.
بعثة من الانتربول
طلبت الأجهزة الأمنية مساعدة الانتربول، حيث حضرت بعثة مكونة من طبيبين متخصصين في دراسة خلايا الدماغ، إضافة إلى ثلاثة ضباط من ضباط مكافحة المخدرات. أخذت البعثة عينات من شعر وأمعاء وجلود الجثث لفحصها، أما ضباط المكافحة فقد وضعوا خطة للإيقاع بأفراد العصابة.
كانت الخطة تقضي بتقسيم المدينة إلى مناطق بحيث تشمل كل منطقة ما بين 200 إلى 250 ألف شخص ومراقبة هواتفهم النقالة والأرضية على مدار الساعة، لعل ذلك يوصل رجال الأمن إلى خيط يرشدهم لأفراد العصابة.
عادت بعثة الانتربول إلى مقرها الرئيسي بعد أن زودت رجال الأمن بأجهزة قادرة على تحفيز خلايا الدماغ من أجل استخدامها مع المتعاطي الذي يرتد في غرفة العناية المركزة، فلعله يقول معلومة واحدة قد تكون سبباً في كشف العصابة، إلا أنه وقبل استخدام تلك الأجهزة مات الشخص المتعاطي قبل أن يفيق من غيبوبته.
بعد انتظار طويل جرى اتصال بين شخص وآخر من نفس جنسية تلك الدولة يقول فيه: «نفدت الكمية ونريد المزيد»، أعطى هذا الاتصال الأجهزة الأمنية بارقة أمل، حيث تم تتبع رقم الهاتف، وأخيراً تم القبض على الشخص. بدأ رجال الأمن يحققون معه، لكنه أنكر أي معرفة له بمثل هذه الأشياء، وقال إن ما قصد ب«نفدت الكمية» هو نفاد كمية المعلبات الغذائية التي عنده في الثلاجة، ومع أن رجال الأمن مقتنعون بما قاله، إلا أنهم أطلقوا سراحه لعدم وجود مبرر وسند قانوني لاعتقاله.
تم وضع الرجل تحت الرقابة المشددة، أما تحركاته فقد كانت مريبة للغاية، وكانت تدل على أن هناك عملاً إجرامياً ينفذه هذا الرجل ورفاقه الذين لم يتم التوصل إليهم بعد. قدر رجال الأمن اعتقال الرجل والضغط عليه للوصول إلى أفراد العصابة، وفعلاً تم اعتقال الرجل والتحقيق معه من جديد.
الوصول إلى اتفاقية
لم يكن التحقيق مع الرجل سهلاً، وكذلك الوضع بالنسبة لرجال الأمن، وأخيراً تم الوصول إلى اتفاقية بين رجال الأمن و(السجين) ينص في موجبه على أن يعطي السجين المعلومات الكاملة عن نوع المخدر الجديد وأين يوجد وكيف دخلت الشحنة إلى البلاد، إضافة إلى عناوين أفراد العصابة وسكنهم، وفي المقابل يتم الإفراج عنه باعتباره مرشداً للشرطة والأجهزة الأمنية.
وافق السجين على ذلك، ولكي تنجح الخطة طلبت الأجهزة الأمنية منه الانتقال إلى شقة مجهزة بالكاميرات وأجهزة حساسة جداً لتسجيل الصوت، وكان الهدف من ذلك هو معرفة أفراد العصابة الذين سيتصلون بعد خروجه، حيث سيقول لأفراد العصابة إن سألوه كيف خرج سيقول لهم إن الأجهزة الأمنية لم تستطع أن تثبت عليه أي تهمة.
واحتياطاً للأمر، تمت مراقبة العمارة التي فيها الشقة، حيث وقف عدد من المخبرين السريين حول العمارة، بعد انتقال السجين إلى الشقة بدأ الرجل يتصل بأفراد العصابة طالباً منهم أن يحضروا إلى الشقة الجديدة التي استأجرها، لأن الشقة السابقة قد تكون مراقبة وفقاً لما قاله لأفراد العصابة. وأخيراً، استطاع السجين أن يقنع بعد أفراد العصابة بالحضور إلى الشقة، حيث حدد لهم الساعة الحادية عشرة ليلاً لذلك على أن يدخلوا واحداً واحداً حتى لا يلفتوا نظر الشرطة أو بواب العمارة.
كانت كل المكالمات قد تم تسجيلها، وكانت الأجهزة الأمنية على قناعة كاملة أنها ستقبض على أفراد العصابة، حيث إن أحاديثهم ستكون مسجلة، كما أن الكاميرات التي في الشقة ستصور كل شيء عندها لن يستطيعوا الإنكار.
قبل موعد اللقاء بساعتين كانت الأجهزة الأمنية قد نشرت عدداً كبيراً من عناصرها، وجاءت الساعة الموعودة، ومر على ذلك نحو عشرين دقيقة، لكن أحداً غريباً لم يظهر، مرّ على ذلك ساعة وساعة ونصف، لكن أحداً لم يظهر، بدا رجال الأمن قلقين، وأخيراً ذهب أحد رجال الأمن إلى الشقة حاملاً البيتزا على اعتباره عاملاً في مجال لصناعة البيتزا، وكان الهدف هو استطلاع الوضع في الشقة.
عندما وصل رجل الأمن إلى الشقة ودق الجرس أكثر من مرة لم يفتح له أحد، حيث دفع الباب فوجده مفتوحاً، دخل الرجل يتفقد الشقة، فكانت المفاجأة أكبر من أن يتحملها، حيث وجد السجين في البانيو مقتولاً برصاصة في جبينه.
جنّ جنون رجال الأمن، فكيف تمت هذه الجريمة تحت أعينهم وفي ظل مراقبة من الكاميرات وأجهزة التنصت، لكنهم عرفوا أنهم أمام عصابة قادرة على كل شيء. تم أخذ الجثة إلى المختبر الجنائي، حيث جاء التقرير ليزيدهم صدمة وحيرة، فقد قال التقرير إن الرجل قُتل قبل تسع ساعات، وإن الرصاصة أُطلقت عليه من مسافة لا تزيد على 30 سم من مسدس من نوع «Smith»، وإن المسدس كان مزوداً بجهاز كاتم للصوت «Silencer» متطوراً.
عاد الضابط لمراقبة الكاميرات وأجهزة التنصت قبل تسع ساعات، حيث وجدوا أنها تعطلت وتم التشويش عليها لمدة 5 دقائق، حيث كانت الشاشات تعطي خطوطاً سوداء، وهذا يعني أن العصابة كانت تشك في إطلاق سراح السجين، ولهذا تخلصت منه، والأهم من ذلك أنها تحمل أجهزة متطورة تستطيع التشويش على كاميرات (الديجيتال) الخاصة بالمراقبة، إضافة إلى أجهزة التسجيل، حيث اعتبر مؤشرا خطيرا جداً.
عاد رجال الأمن إلى التحقيقات التي تم تسجيلها مع السجين قبل قتله، حيث تبين أنه لم يكن يعرف الكثير من المعلومات عن المخدر، فقد أفادهم أن مهمته كانت إيصال تلك المخدرات إلى بعض الأشخاص، وأن كل المعلومات مع شخص يدعى «فلاديمير»، فسياسة العصابة ألاّ يعرف العضو إلا في حدود العمل المخصص له، بحيث لو وقع في يد الشرطة لا يدلي بمعلومات قد تضر العصابة.
خلال فحص الشقة التي وقعت فيها الحادثة حاول رجال البحث الجنائي العثور على أي دليل أو بصمة أو أي شيء لكنهم لم يتمكنوا وهنا قاموا بتسليط أشعة من جهاز «BRS» على أرضية الشقة حيث تبين من خلال الأشعة أن هناك آثاراً لأقدام رجلين وأنهما دخلا الشقة ثم بقي واحد منهما أمام الشقة حيث توقفت آثار حذاء هناك فيما تجول الآخر في الشقة وانتهت آثار حذائه عند الحمام.
تم تصوير آثار الحذاءين وإرسالها إلى المختبر الجنائي، حيث أفاد بأنهما لسيدتين وليس لرجلين وأن واحدة وزنها ما بين 60 إلى 63 كيلوغراماً أما السيدة الثانية فيبلغ وزنها بين 55 إلى 58 كيلوغراماً. وأفاد التقرير أن أحذية السيدتين كانتا من نوع «Flat» وأن كعبي الحذاءين فيهما خطوط طويلة في حين أن كفي الحذاءين فيهما خطوط على شكل «Zigzag».
كانت هذه معلومات مهمة إلا أنها غير كافية للقبض على العصابة، وأخيراً فكرت الأجهزة الأمنية بإقامة نقاط شرطية على معظم الشوارع حيث كانت توزع «بوسترات» تدعو إلى استخدام حزام الأمان. من خلال هذه الحملة تم تحديد أربع سيارات قد يكون سائقوها من جنسية تلك الدولة التي جاءت منها العصابة، لذا تم الاتصال بغرفة العمليات كي تتبع تلك السيارات حيث تبيّن أن إحداها مستأجرة من مكتب لتأجير السيارات فيما السيارات الثلاث الأخرى لأشخاص من جنسيات أخرى وأن أصحابها موجودون بطريقة قانونية.
تم تتبع السيارة المستأجرة حيث دخل سائقها ومعه سيدة إلى أحد المراكز التجارية، وبعد أن تناولا طعام الغداء وحاولا الخروج تقدمت منهما ثلاث فتيات يلبسن ملابس أميرات من القرون الوسطى ومعهن كاميرات تلفزيون، تقدمت إحدى الفتيات من السيدة وقالت لها: سيدتي نحن من فرقة «ساندريلا» لذا أرجوك أن تلبسي هذا الحذاء فإن كان الحذاء على مقاس قدمك فستكسبين 10 آلاف دولار، أحاط المتسوقون بالفتيات وبالكاميرات ثم خلعت السيدة حذاءها لتلبس الحذاء الذي قدمته لها الفتاة.
حاولت الفتاة أن تتلكأ وهي تلبس السيدة الحذاء، حيث كان أحد رجال الأمن قد أخذ حذاء السيدة وطبعه على معجون كان معداً لذلك، استمر تصوير المشاهد في المركز التجاري في حين كانت صورتا السيدة والرجل معها قد تم توزيعها على جميع الأجهزة الأمنية.
عند حاجز آخر للشرطة للبحث عن رخص القيادة تم التأكد من أن الرجل ينتمي إلى نفس الدولة التي أخبر عنها الانتربول وأن اسمه فلاديمير، في الوقت نفسه كانت سيارة تنقل المعجون الذي يحمل طبعة من حذاء السيدة إلى المختبر الجنائي، وخلال بضع ساعات كانت مثل الدهر تلقى الضابط المسؤول عن القضية تقريراً يقول إن حذاء السيدة يتطابق تماماً مع آثار الحذاء الذي وُجد في شقة القتيل.
اعتقال السيدة وفلاديمير
بقيت السيدة واسمها «بولينا» في غرفة الاعتقال تسع ساعات لا يكلمها أحد ولا ترى ولا تسمع أحداً، وكانت كل حركاتها وتصرفاتها يتم تسجيلها ودراستها من قبل طبيبين أحدهما مختصاً بلغة الجسد والآخر طبيباً نفسياً.
كانت بولينا قد بدأت تنهار وأخيراً جاءها ضابط التحقيق ليقول إنها متهمة بإدخال مخدرات إلى البلاد وقتلها أحد الأشخاص، إلا أنها نفت عن نفسها ذلك، ولكن الضابط قال لها إنه لا فائدة من الإنكار لأن زميلها فلاديمير هو الذي أرشد عنها لأنه يعمل مع الشرطة.
لكنها رفضت كل هذه «التفاهات» ولكي يقنعها الضابط بما يقول قال لها يمكنك أن تنظري عبر الشاشة التي سأضعها الآن أمامك حيث وضع أمامها شاشة كبيرة وقال لها إلمسيها. ما كادت السيدة تلمس الشاشة حتى شاهدت فلاديمير يجلس في غرفة مجاورة مع أحد الضباط وأمامهما طاولة كبيرة عليها كميات كثيرة من الأطعمة والفاكهة والمشروبات الغازية إضافة إلى حقيبة سوداء مفتوحة وبداخلها رزم كبيرة من الدولارات، نظرت بولينا غير مصدقة لكن الضابط قال لها انظري ماذا يدخن فلايدمير إنه يدخن سيجاراً كوبياً، فهل اقتنعت الآن بأنه عمل لنا، وهو الذي أرشد عنك؟
أحست المرأة بانهيار بعد أن عرفت أن فلادمير كان عميلاً للأجهزة الأمنية وهنا قالت إنها هي التي أدخلت «الحبوب» إلى البلاد وأنها هي رئيسة الفريق الذي يعمل في منطقة جنوب شرق آسيا. وعندما سألها الضابط عن كيفية إدخال المخدرات دون أن ينكشف أمرهم قالت إنها أدخلت المواد الأولية لهذه الحبوب المخدرة على دفعات عن طريق المطار فكل مادة تتكون منها هذه الحبوب ليست ممنوعة بحد ذاتها.
ولكن بعد إضافتها إلى بعضها البعض وبنسب معينة وإضافة نسبة قليلة جداً من الهيروين النقي وماء بطاريات السيارات وتمزج على درجة حرارة 45 مئوية تصبح الحبوب جاهزة للاستخدام وهي تسمى بـ «Stimulation» حيث توزع على أنها حبوب تساعد على تقوية العلاقات العاطفية وهذا ما يجعل الشباب يقدم عليها فيدمنها من أول مرة.
وعن كيفية دخولهم إلى شقة الرجل وقتله قالت إنها كانت تتوقع أنه تم تجنيده ولهذا ذهبت إليه قبل الموعد المقرر لتتأكد من أن الشقة فيها أجهزة تنصت وكاميرات أم لا، حيث أشارت الأجهزة التي كانت تحملها في صدرها إلى أن هناك أجهزة فعلاً لذا تم تعطيل هذه الأجهزة وقتله بعد أن انتهت بولينا من كل إفادتها أخبرها الضابط بأن فلادمير لا يعمل مع الشرطة وأن ما شاهدته كان خطة لخداعها وأن فلادمير يخضع لتحقيق شديد وأنه حتى الآن يرفض الاعتراف بأي شيء.
ما كاد الضابط ينهي كلامه حتى أحس بشيء ثقيل على صدره، فقد رمته بولينا على الأرض وغرست أظافرها في وجهه محاولة خلع عينه. كانت إصابة الضابط شديدة حيث نُقل على إثرها إلى المستشفى فهو لم يكن يتوقع مثل هذا الهجوم، أما فلادمير وبولينا وبقية أفراد العصابة فقد تم نقلهم إلى المحكمة.
إعداد ـ أحمد سلطان