أسفرت الانتخابات المبكرة في إسرائيل يوم10 فبراير2009, عن نتائج غير حاسمة عندما حصل اليمين علي65 مقعدا, و55 ليسار الوسط, وقد طالبت ليفني نيتانياهو يوم16 فبراير كي تشترك بحزبها كاديما في الوزارة الائتلافية بالإعلان عن حل الدولتين والتخلص من الضفة وغزة مقابل السلام, وتنفيذ خريطة الطريق, فما كان منه إلا أن تحالف مع المتطرف أفيجدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا, فمن هو الأفيجدور هذا؟!
ولد في ملدوفيا بالاتحاد السوفيتي السابق عام1962 وكان أبوه عضوا نشيطا في منظمة بيطار الصهيونية والتي كان من مهامها تشجيع الهجرة الي فلسطين, وهاجرت عائلته الي إسرائيل عام1978 ودخل ليبرمان الجامعة العبرية في العام التالي ودرس العلاقات الدولية, وانضم في الجامعة الي مجموعة متطرفة تسمي كستل التي كان من أبرز أعضائها صاهي هانجب ابن جيئولا كوهين عضوة الكنيست السابقة وأشهر متطرفة في إسرائيل, وكانت هذه المجموعة تقوم بإرهاب الطلبة العرب والاعتداء عليهم
وقد تعرف علي نيتانياهو عام1980 وشغل منصب أمين عام ديوانه عندما أضحي رئيسا للوزراء واستقال من منصبه لاستكمال التحقيق معه لاتهامه بتلقي رشاوي عندما ترأس قبل بضع سنوات جمعية أطلقت علي نفسها اسم جسر علياء, وبسبب مناوراته سمته الصحف الإسرائيلية راسبوتين الذي عرف عنه تأثيره علي قيصر روسيا نيقولا الثاني وزوجته, أسس قبل الانتخابات التي أتت بشارون رئيسا للوزراء عام2001 حزب إسرائيل بيتنا, ويري أنه لا سلام مع العرب لأنهم خونة
وكان قد طالب باراك بنقض اتفاقية كامب ديفيد وعدم تسليم الجولان لسوريا
ويؤكد أن الشارع الأردني يكره إسرائيل, كما صرح يوم23 يناير2001 بأنه اذا دخل الجيش المصري سيناء فسيكون قد اجتاز الخط الأحمر وهدد بضرب السد العالي3 مرات علي مدي11 يوما.
بعد اختيار ليبرمان وزيرا للخارجية يوم الأول من ابريل2009 في حكومة نيتانياهو, تم استجوابه بواسطة الشرطة الإسرائيلية لمدة سبع ساعات ونصف الساعة, للاشتباه في تورطه في قضايا تخصه وهي الرشوة مضافا إليها غسل أموال.
ـ نيتانياهو قد يكون سياسيا محترفا ولكنه لا يفهم في الاستراتيجية العسكرية, ومن ثم عين إيهود باراك رئيس حزب العمل وزيرا للدفاع فحقق بذلك توازنا مطلوبا, ولكن التساؤل اذا كانت هذه الفرضية صحيحة فماذا يفعل هذا الأفيجدور في وزارة الخارجية الإسرائيلية؟! انني متفائل بأن مقتل هذه الوزارة في هذا الرجل ولذلك آمل أن يستمر في منصبه حتي يحظي باقتدار علي سخط الولايات المتحدة والمجتمع الدولي, فالحكمة الحقيقية ليست في رؤية ما هو أمام عينيك ولكن في التكهن بما سيحدث.