زائر زائر
| موضوع: إلي الله..,,,,,,,, الثلاثاء فبراير 10, 2009 8:23 am | |
| هذه القصة القصيرة أعجبتني, رجل فلاح أرهقته الديون, فلم يعد قادرا علي أن ينفق علي زوجته وأولاده.. تكاثر الدائنون فباع الأبقار والطيور, ونظر إلي ما في يدي زوجته, وأعطته أساورها فباعها, تلفت إلي جيرانه فوجد وجوههم قد تبدلت, حتي تحيات الصباح والمساء اختصروها, فكانوا يقولون له سالخير أي صباح الخير أو مساء الخير.
وفهم الرجل أنهم لا يريدون حوارا معه, حتي لا يطلب إليهم أن يقرضوه.. أمسك الرجل ورقة وقلما وكتب خطابا إلي الله: يارب أنت تري حالي.. وأنت أعلم بما أصابني وكل ما أحتاجه منك وأنت الغني هو مائة جنيه فقط..
وأقفل الخطاب ووضع عليه طابع بريد وكتب علي المظروف: إلي الله..
وكان هذا الخطاب نكتة مصلحة البريد. وأخذوا يتساءلون: إن كان لايزال في الدنيا أحد بهذه السذاجة.. ولكن واحدا تأثر بهذا الخطاب. وأيقن أن صاحبه قد ضاقت به الدنيا, وفتح الخطاب ووجد أن المبلغ المطلوب أكثر من قدرته, فحاول أن يجمع له من الزملاء.. وبعث إليه بالخطاب علي العنوان الذي جاء فيه. وذهب ساعي البريد إلي الرجل الطيب, وفتح الرجل الخطاب وفوجئ بأن المبلغ خمسون جنيها. فغضب لذلك تماما.
وأمسك قلما وورقة وكتب خطابا آخر إلي الله يقول فيه: شكرا لك يارب.. فقد كنت علي يقين من أنك لن تنساني.. هذا ما قالته زوجتي وابنتي.. ولكن أرجوك يارب أن تبعث عن طريق آخر غير مصلحة البريد لأنهم لصوص, قلوبهم لا تعرف الرحمة, شكرا يارب!
القصة للأديب المكسيكي لوبيز أي فونتيس.
بقلم: أنيس منصور |
|