أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما تاريخيا يقضي بسجن أحد المواطنين ثلاث سنوات ودفع غرامة خمسة آلاف جنيه بسبب تحرشه بفتاة, ويعتبر أول حكم في هذا الباب, ولا شك في أن مثل هذا الحكم سوف يجعله عبرة لغيره من الشباب, حيث إن وزارة الداخلية تحصل علي معدل20 ألف بلاغ سنويا عن التحرش إلي جانب ضعف هذا العدد ممن لا يبلغون عن مثل هذه التحرشات.
وقد أظهرت دراسة خاصة بالمركز القومي للدراسات الاجتماعية أن65% من النساء يتعرضن لثلاثة أنواع من التحرش الجنسي وهي( اللمس, واللفظ, والنظرات), وقد استند علماء الاجتماع لهذه الظاهرة إلي ما وصفوه بتدني الأخلاق والتفكك الأسري والملابس الساخنة التي ترتديها النساء.
وأري أن هذه الظاهرة ترجع إلي جمود الخطاب الوعظي الحالي الذي يعتمد علي الترهيب وليس الترغيب مما ينفر الشباب وأيضا يرجع مع تدني الأخلاق إلي الردة الثقافية والبطالة وعدم القدرة علي الزواج والعنوسة, وهي الأسباب التي تشكل بيئة مواتية لمثل هذه السلوكيات الشاذة.
ولابد من نشر الوعي لمفهوم التحرش والعمل علي تكثيف الدراسات القانونية واستحداث قانون جديد له مع تطوير أسلوب مخاطبة الشباب ليس فقط بالمساجد ولكن أيضا من جانب الفضائيات والإنترنت التي نجحت في الاستيلاء علي اهتمامات الشباب وصرفهم عن دروس المساجد والكنائس وأيضا لابد من تضامن المجتمع المدني.