يدرك علماء العصر أن الإنسان كائن شديد التعقيد والتركيب, وأن كل شيء داخله يدور في دوائر متصلة ومترابطة, فالفكر أو العقل الواعي, وكذلك العقل الباطن, يؤثران تأثيرا مباشرا علي عواطف الإنسان, وهذه العواطف تؤثر أيضا تأثيرا مباشرا علي جميع الوظائف الحيوية للجسد.
يحدث هذا من خلال عمليات كيميائية متصلة تتسبب نهاية إحداها في ضغط زناد البداية لسلسلة أخري من التفاعلات.
ما هي الصلة بين التفاعلات والانفعالات؟
الصلة وثيقة..
إن كل انفعال يؤدي إلي تفاعل, وهذا التفاعل قد يؤدي إلي تغير كيمياء الجسم, وهذا يمكن أن يكون سببا في المرض.
إن النصيحة التي يقدمها الأطباء اليوم لمرضاهم لا تزيد علي العبارة التالية:
ــ لا تنفعل.. حاول ألا تنفعل..
هل تذكرون كلمة الحكيم العربي القديم الذي قال:
ــ ليتني كنت حجرا ملقي في الفلاة.
إن الحجر لا ينفعل, وبالتالي فهو لا يمرض, ولو نجحنا في تقليد هذا الحجر في التصدي والصمود للانفعالات.. لو فعلنا هذا لألقينا نصف الأدوية التي تعالج الناس في البحر.
...................
يقول أوسكار وايلد: إنك لا تستطيع أن تبني رأيا منزها عن الهوي إلا في المسائل التي لا تهمك, وهذا هو السبب في أن الرأي المنزه عن الهوي لا قيمة له, فالرجل الذي يري وجهي المسألة لا يري شيئا.
يبدأ أوسكار وايلد عبارته بداية صحيحة, ولكنه يهزل فيها بعد ذلك.. قد يكون الرأي المنزه عن الهوي نادرا, وربما كان أندر من الألماس, ولكنه ليس عديم القيمة أو المعني.
بقلم : أحمــد بهجــت