[زاد عدد الصور المعروضة أمامي أو القريبة مني, التي أراها كل يوم حافزا قويا للعمل والاستمرار.
طه حسين هذا الأعمي الذي جاء يضئ لنا, وأن يذهب إلي السوربون, أن يعايش الحضارة الغربية, وأن ينقل لنا الأدب الإغريقي, ثم العقل الفرنسي في التفكير والتعبير, وأن يفتح لنا أبواب الأمل من أجل تنوير حياتنا. فهذه هي العظمة والمثل الأعلي, وصورة المخترع الأمريكي إديسون, ولم يكن هناك أمل في أن يكون إديسون شيئا, فهو لم يكمل تعليمه, ولكنه قدم للإنسانية أكثر من1500 اختراع, وكان إديسون ثقيل السمع فلما ضربوه علي أذنيه فقد السمع تماما, وكسب الملايين من أفكاره الباهرة في كل المجالات.
والأديب الإيطالي مورافيا أصيب بشلل الأطفال, فلم يذهب إلي مدرسة, وإنما تعلم اللغات في السرير وكتب روائعه في السرير.
أما عالم الفيزياء الإنجليزي استيفن هوكنز فهو مشلول عاجز عن الكلام, وهو يطلق أصواتا يحولها جهاز دقيق معقد إلي كلمات, وهو يقضي عمره مكوما علي مقعد, وتزوج وكان له أولاد.
أما المعجزة الحقيقية فهي عبارته الجميلة السهلة التي لا مثيل لها, وقد ظهر ذلك في كتابه تاريخ موجز للزمن, وقد باع من هذا الكتاب ملايين في أربعين لغة.. ثم عاد هوكنز إلي هذا الكتاب وأوجزه وأوضحه وجعل عنوانه( تاريخ أكثر اختصارا للزمن) برسومات توضيحية. فكيف لا يكون هؤلاء مثلا عليا للإبداع والصبر والإرادة علي تحقيق المستحيل؟
اانيس منصور