في الفترة الأخيرة أصيبت زوجتي بالملل مع التطور التكنولوجي وحدوث التطور في صناعة الغسالات «الفول أتوماتيك» والمراوح بالريموت والتليفزيون بالريموت والبوتجازات أم فرن وشواية كهربائية وأحيانا تدار بالريموت والمكانس الكهربائية، ووجود المسلسلات والأفلام في التليفزيون والتي اجتذبت زوجتي للجلوس أمام التليفزيون بالساعات ..
وأصابتها بالتخمة حتى أصبحت كشجرة الجميز أو التين البنغالي وأصيبت مع الانتشار التكنولوجي بالفراغ ولم تجد شيئا تتسلى به إلا مشورتي في إحضار الطلبات والشغل في البيت واستخدام الريموت في تشغيل الأجهزة الكهربائية بدلا منها حتى لا يفتها أي جزء من المسلسل أو الفيلم مع أن هذه المسلسلات تعاد أكثر من مرة في اليوم الواحد .. وزوجتي حفظت هذه الأفلام والمسلسلات عن ظهر قلب ..
ولكن هذا جعلها عصبية وانعكس ذلك على العبد لله الغلبان الشقيان .. وفي احد الأيام فكرت المدام بفكرة جهنمية واتفقت مع شركة برمجيات الكترونية على إعداد شريحة الكترونية توضع في مخي وتدار بالريموت كنترول.. بحيث تضغط الزوجة على الزر رقم واحد لأقوم بمسح الشقة.. الزر رقم 2 لأذهب للسوق لشراء الخضار.. الزر الثالث لأعد الطعام.. الرابع لتقديمه والخامس لغسل الهدوم، والسادس لنشرها في البلكونة ..
حتي تستريح الزوجة من المعاناة اليومية .. وعدت للمنزل ففوجئت بالمدام تقول: «تعالى يا فالح أنت قطعت قلبي روح هات الخضار شغل الغسالة، انشر، اطبخ.. وكل يوم على كده وأنت لا تفهم من نفسك إيه اللي أنا محتاجة له وتعمله من غير ما أقولك لذلك أنا سآخذك إلى المستشفى الآن ..
فقلت خير أنا متين وسليم والحمد لله ولا أشتكي .. من حاجة .. «عارفة يا فالح» .. لماذا اذهب للمستشفي إذاً! .. قالت المدام: لا؛ أنا سأركب لك شريحة الكترونية في رأسك وأشغلك بالريموت كنترول خلاص ليس عندي نفس أفضل أقول لك اذهب وتعال ..
استغربت من هذا الأمر وقلت: «ماذا تقولين! تريدين مني أن أتحول إلى إنسان آلي هذا الذي لن يحدث أبدا! «شخطت» فيّ المدام شخطه مش عارف لقيت فيها ميّه تحتي ازاي! .
واستسلمت لأمر المدام .. وذهبت للمستشفى مجبرا وسلمت أمري لله ..
وفي المستشفى أدخلوا في مخي الشريحة الالكترونية وخرجنا وخرجت من جبهتى «لمبة» زجاج لاتصالها بالشريحة عندما تستخدم الزوجة الريموت كنترول وأصبحت وسيلة سهلة في يد المدام .. كلما تريد وظيفة معينة تضغط على الزر الخاص بالوظيفة فتجدني أستجيب فورا .. وفي الليل توقفني المدام بجوار «كوبس» الكهرباء لشحن بطارية الشريحة الالكترونية.
وفي إحدى المرات والمدام جالسة أمام التليفزيون وهي تتسلى بالفول السوداني واللب والفشار والفستق واللوز وتشاهد المسلسل وبجوارها أكثر من عشرة ريموت كنترول!استدعتني عن طريق «الزر» رقم 11 فجئت على الفور .. وقالت لي لماذا لا تقول لي كلام غزل وكلام حب أنت جرى لك إيه .. فقلت آسف هذه الوظيفة ليست في الشريحة الالكترونية! .. قالت لا..هذه وظيفة لا تحتاج إلى شريحة ولا ريموت، قلت لا اعرف اسألي الشركة التي أنتجت الشريحة ولا داعي لهذه الوظيفة ..
احمرت عينا المدام وقالت لا شريحة ولا خيبة أنت كل حاجة بتهرب منها ولا تريد فعلها تقول ليست في الشريحة .. فين يا راجل .. رجولتك؟ قلت: ضاعت من يوم ما وضعت الشريحة في رأسي!!.
«واتغاظت» المدام وقذفتني بالريموت كنترول الذي في يدها وفتحت رأسي وحدث «ماس» كهربائي في الشريحة ومن بعدها كلما تضغط على إحدى الوظائف لا أستجيب وهنا طلبت الشركة الالكترونية .. وقصت عليها ما حدث .. فابلغوها قائلين .. نأسف يا مدام جوزك «هنج».
وائل الزياتي