انتهت رحلتي بعد غياب دام أشهراً لا أتذكر منها سوى الدموع والخوف، انتظرت الوقت الذي طال وجعل من هذه الجزيرة بحراً للدموع وتركت داخل الكوخ الصغير ذكريات العمل الصالح، وعشت من خلالها أمل العودة إلى بر الأمان واشتقت للأهل والخلان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. كنت أنا وزوجتي داخل هذه الجزيرة الجميلة يملأ قلبينا الفرح عند وصولنا وأصبحت في النهاية مجرد ذكريات بسبب العجوز اللئيم...
متى سنصل يا فارس الى هذه الجزيرة التي طال انتظارنا شوقا لرؤيتها إنني منهكة
فارس: نعم انها مدة طويلة ولكن سنصل خلال ساعات كما قال الكابتن وأنا أتعبتني هذه الرحلة والقارب صغير.
دينا: انظر يا فارس إنها الجزيرة وصلنا نعم وصلنا يا فارس الحمدلله.
استأجرنا احد الشاليهات بجوار الشاطئ وكنا منهكين لدرجة غلب علينا النعاس وفي الليل قمت من نومي إلى الشاطئ لأرى الجزيرة في الليل ووجدت رجلا كبير في السن يجلس على احد كراسي المقاهي المنتشرة في الجزيرة فطلبت منه ان اجلس معه فوافق وبادرني بعد السلام بالسؤال: هل هذه أول مرة تأتي للجزيرة؟
نعم أول مرة أتيت أنا وزوجتي
وهل تريد ان تستمتع بالجزيرة؟
نعم بالتأكيد.
أنصحك بالذهاب الى الجهة الشرقية من الجزيرة فهناك ما يسمى بغابة الجزيرة حيث يمكنك أن تستأجر كوخا صغيرا وتستمتع.
ولكن حذرنا كابتن القارب من الذهاب إلى تلك الغابة فهي خطيرة ويسكنها أناس غريبون.
لا تصدق إنها خرافات اذهب واستمتع أنت وزوجتك.
حسنا سوف أخبر زوجتي عندما تفيق من نومها فهي متعبة وشكرا لك.
أردت ان أفاجئ زوجتي فذهبت الى الغابة لكي أراها، وصلت الى اول الغابة واذا هي غابة جميلة من الخارج واشتد شوقي لأرى ما بداخلها من أسرار حيث كانت الإضاءة جميلة في الليل من خارج الغابة.
اقتربت الى احد الأكواخ وسألت عن صاحبه واستأجرته وعند طريق العودة الى زوجتي اوقفني رجل يضع على جسده عباءة سوداء وكانت الإضاءة ضعيفة لم اره جيدا وطلب مني ان أساعده الى الكوخ الذي يسكن فيه ونحن في الطريق سألني ذلك الشخص الذي يبدو انه أيضا عجوز كالذي جلست معه من قبل:
لماذا أتيت الى هذه الجزيرة يا ولدي.
جئت لقضاء الإجازة السنوية مع زوجتي .
اذا أنت ضيفي في هذه الجزيرة ولن اسمح لك بأن تستأجر أي كوخ.
في البداية رفضت ولكن أجبرني ولا اعلم سبب موافقتي وعندما أوصلته للمكان أصر على استضافتي قليلا.
وأصر على ان اشرب الشاي معه وفعلا شربت وكان يسألني كثيرا وكنت أجاوب بلا تردد وبعد دقائق أحسست بدوار .
وفي الصباح وجدت نفسي لا املك أي نقود لقد سرقني ذلك العجوز وانا في غرفة مظلمة لا يوجد بها سوى حشرات كثيرة، حاولت ان أجد الباب ولكن لم اجد مكانه فهو مقفل من كل الاتجاهات.
وإذا بصوت العجوز يناديني من فوق .
هل تريد ان تآكل..لن تخرج من هنا إلا وأنت ميت .
وانهارت كل أعصابي لماذا حصل لي هذا ما الذي فعلته أي ذنب اقترفته.
وصاح بي وقال أنت في جزيرة الأموات وأنت ميت لا محال .
علمت أنني وقعت مع لص لا يرحم سرقني وأنا لا اعلم بعد ان وضع لي شيئا في الشاي.
وذهب الصوت وكأني وقعت بفخ .
بعد ساعات عاد الصوت يسألني هل تريد زوجتك.
فأجبته اريد الذهاب أريد ان أرى الضوء المكان مظلم..من انت ايها العجوز .
فقال لي انا اللئيم الذي أكرمته انا الذي تنكر لك انا من أحسنت لي وتجاهلتك.
أرجوك أخرجني انا العمل الصالح الذي يدوم وعملك لن يدوم .
وعاد الصوت أدراجه واختفى وبدأت اصرخ ولكن لا جدوى من الصراخ وعدت اردد هل هذا جزاء من أحسن عملا مع الآخرين.
عبدالرحمن الوهيبي