قال علماء إن ''أوتزي''، وهو الاسم الذي أطلق على المومياء المجمدة التي عثر عليها في جبال الألب، والتي قدر العلماء عمر صاحبها بـحوالي 5300 سنة ''ليس له ذرية تحمل جيناته بيننا الآن''. وجاء إعلان العلماء بعدما انتهوا من اختبار الحمض النووي له بالكامل ومقارنته بالجينات الموجودة حاليا.
ذكر موقع ''إن بي آر'' الأميركي على الإنترنت أن ''أوتزي'' خضع لاختبارات شديدة التعقيد على مدار الـ 17 عاما الماضية، بعدما تعثرت مومياءه مجموعة من السائحين بجبال الألب، وتبين أن الثلوج حافظت عليها بدرجة مذهلة على امتداد ما يزيد على 53 قرنا، لدرجة أن بعض الخلايا كانت بحالة جيدة، وهو ما سمح للعلماء بإجراء اختبارات جينية معقدة لمحاولة معرفة تفاصيل أكثر عن صاحب المومياء.
ونقلا عن مطبوعة ''البيولوجي الحالية'' أكد العلماء أن جينات أوتزي لا تطابق جينات تم الحصول عليها ممن يعيشون في أوروبا حاليا، وهو ما يعني أنه ليس له أحفاد من سلالته في أوروبا حاليا، ولكن ''ربما يكون له أحفاد يمشون على الأرض في مناطق أخرى من العالم بعيدا عن القارة الأوروبية.
وتأكد العلماء من هذه الحقيقة بعدما فحصوا الجينات التي يرثها الأبناء من أمهاتهم والتي تحدد ما يسمى بخط التزاوج. ومن خلالها يمكن معرفة شجرة العائلة ومعرفة تحركات وهجرات البشر، وبتتبع ومقارنة العينات الأوروبية التي تم جمعها وتسجيلها في أوروبا مع الموجودة لدى ''أوتزي''، اتضح أنه ليس له أحفاد في أوروبا، أو أن خطه التزاوجي ببساطة انقرض.
وكشف العلم الحديث، حسبما قالت المطبوعة، إن أوتزي توفي عن عمر 45 عاما، وأنه كان يمثل نهاية خط جيني بين البشر.
ويفكر العلماء البريطانيون والإيطاليون في مقارنة كروموزومات ''أوتزي'' بنظيراتها لدى الأوروبيين، فإن وجدوا بينهما تقاربا، فهذا يعني أنه لم يمت بعد!
أما عن هذا الاهتمام بـ ''أوتزي'' فهو لأنه عاش في نهاية العصر النحاسي ومات قبل العصر البرونزي بقليل، وهي الفترة التي بدأ فيها الإنسان الأوروبي في الاستقرار وتشكيل القبائل والزراعة، وكانت تلك الفترة فترة هجرات وتنقلات... ومعرفة من يكون ''أوتزي'' ستكشف الكثير من الحقائق والمعلومات عن حركة هجرات البشر في العصور السحيقة.[/color][/size]