من منا لا يعرف القميص الداخلي الشيال (البروتيل) وفوائده . فهو يرطب الجلد ويمتص العرق ولا يشف الجسم من تحت الثياب. ولكن والدينا ربونا على وجوب إخفائه وعدم إظهاره.. لماذا؟ لأنه عيب، ولأنه لا يليق بقدر الرجل أن يظهر به خارج بيته، ولأنه لو رآه أعزّ أصدقائه به سينتقده ويتكلم عنه. .
وهكذا حتى رسخت هذه الاعتبارات والتوجيهات بأذهاننا إلى يومنا هذا، ولكن ما نراه اليوم يعكس كل تلك المفاهيم في أذهاننا ولا نعلم لماذا؟ هل لأن والدينا كانا على خطأ أم أنّ هذه الأيام قد غيرت هذه المفاهيم واختلفت أساليب التربية. فالشيال والملابس الداخلية أصبحت موضة وعزّ، والحياء أصبح تخلفاً، والورع أصبح من منسيات الماضي، وقدواتنا الحسنة أصبحوا في واد، بينما أصبحت القدوة بالمطرب المايع فلان، والفنان الهايف علان، والراقصة المتحررة فلانة .
اعذروني على هذه الكلمات لكنها خرجت مني يوم قرأت ورأيت بوسائل الإعلام وخاصة بعض قنواتنا العربية حفل تكريم أفضل المطربين الشباب الفنان الصاعد كارل وولف كما وصفته القناة وكتبت عنه الصحف، وطبيعي عرفت جيل القراء بمسيرته ونشأته وسفره إلى كندا وعمله مع كبار الفنانين لموهبته .. .إلخ
والجائزة قدمها له مدير القناة مع صورة تذكارية وابتسامة، والسؤال هنا : هل رأيتم ذلك الصرح العظيم حليق الرأس، يزيّن أذنه قرط (حلق) نسائي جميل ومشوها لحيته بخط رفيع دقيق جدا يلتقي بذقنه، معتمرا قبعة أجنبية المظهر وفوق كل ذلك والأجمل أنه أقام حفلته الغنائية الرائعة ببنطال جينز وقميص شيال داخلي مع حركات مثيرة بيديه وجسمه من الطرب وأمامه جمع هائل من الشباب والفتيات يتمايلون بغضّ الطرف عن الإختلاط الممجوج، أتمنى أن تروا ذلك بملحق الحواس من جريدة البيان ليوم الخميس 30 ؟ 10 ؟ 2008م.
والآن اسمحوا لي بالسؤال ما الهدف من كل هذا التصوير والتعظيم لمثل هذا أو تلك ألم نسمع قبل مدة كبيرة عن الفنانة العالمية غويليرا، وعندما حضرت سمعنا بحفلتها الرائعة في أبو ظبي وسمعنا عن حالات إغماء كثيرة بين الجمهور، ثم سمعنا مرارا عن حفلتي نانسي أيضا ونجاحهما وسلسلة أخبار عائلة هيدسون و.. و..ولايمكن حصر تلك الأخبار. من المستفيد من هذه الأخبار؟ ومن المستهدف؟
ومع الأسف أقول لكم انني لم أعرف إجابة إلا سؤال واحد من هذه الأسئلة وهو المستهدف؟ وأظنكم توافقونني الرأي، أنه هو هذا الجيل البريء من الشباب المستهدف بتسميم عقله وإشغاله فيما لا ينفعه وخلع ثوب العفة والحياء عنه، باستدراجه إلى هذه الأخبار التافهة ودعوته للتقليد الأعمى المضلّ وإلا ما صدّق أعداء هذا الجيل هؤلاء أنْ انتهى رمضان حتى بدأوا ببثّ دعاية شامبو صانسلك تقدمها فنانة عارية تماما والغيتار يستر جسدها أكثر من ملابسها، وللأسف أن الإعلان يبث على إحدى محطاتنا العربية، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.[/color]
محمد أيمن الخطيب ـ أبوظبي