في الوقت الذي تم فيه لف حبل الإتهام علي رقبة مستشفي النيل بدراوي باعتباره مستشفي أهمل في علاج مرضاه, وخرجت فيه أربع حالات من غرفة العمليات تعاني أعراض ارتشاح رئوي شديد توفيت علي أثره حالتان, وتم إنقاذ الحالتين الآخريين, تبين ظهور حالات مماثلة في مستشفيات أخري عامة وخاصة انتهت أيضا بالوفاة
مما يعني أن المسئولية ليست إهمال مستشفي وإنما مسئولية العناصر المستخدمة في البنج في جميع المستشفيات مما جعل الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة يصدر قرارا سريعا وحاسما بوقف استخدام غاز أكسيد النيتروز في جميع المستشفيات!
وغاز حمض النيتروز وله اسم مشهور هو الغاز الضحاك أحد ثلاثة عناصر تكون عادة جهاز البنج الذي يجري إدخاله في القصبة الهوائية للمريض داخل غرفة العمليات, وهذه العناصر هي: الأكسجين والنيتروز ويتم إنتاجهما محليا وتسلم للمستشفيات في إسطوانات معبأة.
أما العنصر الثالث لجهاز البنج فهو المادة المخدرة وتأتي مستوردة في زجاجات يكون فيها في شكل سائل, لكن فور خروجه يتطاير مع اختلاطه بالأكسجين والنيتروز, وبدون الدخول في تفاصيل فنية فإن دكتور البنج يقوم بإعداد الخلطة المناسبة لكل عملية حسب نوعها ومدتها. ويحتفظ كل مستشفي في مكان خاص بأنابيب الأكسجين والنيتروز, كل منها في جانب بحيث يستحيل اختلاطها, خاصة أن فتحات خروج الغاز فيها مختلفة تماما.
وعند نفاد أي أنبوبة يتم فتح أنبوبة جديدة أوتوماتيكيا. والذي حدث هذه المرة مع غاز النيتروز من المرات النادرة التي كشفتها الحالات التي جرت في وقت واحد في أكثر من مستشفي, الأمر الذي استدعي وقف استخدامه وبالطبع سحب جميع أنابيب هذا الغاز من كل المستشفيات باعتبار أن بعضها مشكوك فيه, لكن ليس لدي المستشفيات وسيلة تمكنها من التأكد من سلامة محتوي كل أنبوبة.
ولا يعني ذلك وقف إجراء العمليات لاستحالة تخدير المرضي, فهناك أكثر من وسيلة بديلة منها حقنة البنج النصفي التي تعطي في ظهر المريض وتخدر نصفه الأسفل الذي تجري فيه معظم العمليات, وهناك البنج الموضعي وطرق أخري يمكن استخدامها الي أن يتم توفير أنابيب نيتروز جديدة خالية من أي شبهة تجعل المستشفيات في هذه الجزئية بالذات موضعا للاتهام!.
بقلم: صلاح منتصر