زائر زائر
| موضوع: العدل مع الآخر ضروري وواجب الجمعة أغسطس 08, 2008 12:34 pm | |
| لا يقتصر تحقيق العدل مع الذات البشرية فحسب بل يتعداها ويشمل في ذلك جميع الناس كما هو معلوم في الكتاب المكنون فعندما جاء الخطاب الرباني إلى جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام حثهم إلى إقامة العدل والقسط بين الناس ونهج طريقه على الجميع الخاصة منهم والعامة (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) {الحديد/25 وهذا أمر للمسلمين قاطبة من رب العالمين حيث يوجه المؤمنين بعقيدة التوحيد الخالدة بضرورة تفعيل العدل في كل مناحي الحياة وتحكيمه في كل المحافل ومع كل الطوائف والأجناس لا تفريق بينهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) {النساء/135 وبعد الأمر بتأدية الأمانة أمر الله تعالى عباده بأن يتحاكموا بالعدل (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) {النساء/58
والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم جاءت أيضا لتؤكد مبدأ تطبيق قانون العدالة بين الناس أجمعين حتى بين الأقربين لكي تسير الأمور على طبيعتها وتستقر حياة الناس من دون ظلم وهضم للحقوق ففي الحادثة المشهورة وهي سرقة المرأة المخزومية أخرج الإمام مسلم (ت 261 ه) عن طريق أم المؤمنين عائشة (ت 58 ه) رضي الله عنها؛ (أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت. فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتشفع في حد من حدود الله؟) ثم قام فخطب فقال (أيها الناس! إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف، تركوه. وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد. وايم الله! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). هذه قمة العدالة في التعامل مع الآخرين وهم الأقربين من دون تحكيم للعواطف أو الانفعالات التي تذهب سدى في ظل تحكيم العدالة.
ولنا في ذلك الأسوة الحسنة من الهدي النبوي شروط سعادة المجتمع هجر طريق الحسد والبغض والتناجش وسائر المحرمات التي تؤدي إلى إشعال نار الفتنة ويؤكد ذلك الحديث الذي رواه الإمام مسلم (ت 261 ه) من طريق أبي هريرة (ت 57 ه) . قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تحاسدوا. ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا، عباد الله! إخوانا. المسلم أخو المسلم. لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه»). |
|