انتقلت تسيبي ليفني، المحامية البالغة من العمر 50 عاما، والعميلة السابقة للموساد ذات الطفلين، من موقع المغالاة في الصهيونية الى الدفاع عن امكانية التوصل مع الفلسطينيين الى اتفاقية قائمة على مبدأ "الأرض مقابل السلام".
وكانت ليفني قد قادت فريق المفاوضات مع الفلسطينيين خلال سنتين قضتهما كوزيرة للخارجية.
وتحظى ليفني بشعبية في أوساط الإسرائيليين، لأنهم يرونها "نظيفة ونقية" وبعيدة عن شبهات الفساد، كما يرون فيها بديلا للرجال العسكريين المتقدمين في السن والذين شابت سمعة بعضهم الشبهات.
ولكن يؤخذ عليها قلة خبرتها في الشؤون الأمنية والسياسية.
"ربيبة" شارون
بدأت ليفني حياتها البرلمانية حين انتخبت عن حزب الليكود عام 1999، وقد كانت تحظى بتشجيع رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك، أرييل شارون، الذي عينها وزيرة للتطوير الاقليمي عام 2001، ثم تبع ذلك وزارات استيعاب المهاجرين والاسكان والعدل ثم أخيرا وزارة الخارجية.
حين انشق شارون عن حزب ليكود على خلفية الخلاف حول الانسحاب من غزة وشكل حزب كاديما، كانت ليفني بين من انضموا اليه.
خلفية يمينية
وشكل موقف ليفني المؤيد لفك الارتباط مع الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية نقلة نوعية في مواقفها السياسية.
وقد كان والدها ايتان البولندي المولد ناشطا في حركة "ارجون" اليهودية السرية المسلحة التي كانت تحارب القوات البريطانية في فلسطين قبل تاسيس دولة اسرائيل عام 1948، ومن أشهر عملياتها تفجير فندق الملك داوود عام 1946 والذي نجم عنه مقتل 91 شخصا.
ومع أن ليفني نشأت على حلم "اسرائيل الكبرى" الذي يتضمن ضم الضفة الغربية بكاملها الى إسرائيل إلا أنها لاحقا اقتنعت أن من الضروري التعايش مع الفلسطينيين للحفاظ على الطابع الديموقراطي لإسرائيل.
عام 2006 قالت ليفني لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية:" أنا أومن، كما والداي، بحق اليهود في كل أرض إسرائيل، ولكني أيضا نشأت على الحفاظ على اسرائيل للشعب اليهودي وعلى القيم الديموقراطية".
الحرب المثيرة للجدل
بقيت ليفني وزيرة للخارجية بعد تولي أولمرت رئاسة الوزراء، خلال الحرب بين اسرائيل وحزب الله عام 2006.
وكانت هناك مقولة بأنها منعت من اتخاذ قرارات سياسية-عسكرية خلال الحرب، وان كانت لعبت دورا مهما في المفاوضات التي أدت الى استصدار قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى الحرب التي دامت 34 يوما.
وقد تعرض أولمرت لانتقادات شديدة بسبب أسلوبه في إدارة الحرب التي وصفت لاحقا بأنها "ادارة سيئة لحرب نفذها جنود غير مستعدين لها".
ومنذ عام 2007 شاركت ليفني بنشاط في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول إنشاء دولة فلسطينية بحلول عام 2008.
وعرفت ليفني بمعارضتها الشديدة لأي ترتيب يتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
وكانت ليفني قد عارضت اتفاق أسلو عام 1993 بسبب "ترك القضايا الأهم دون حل" كما قالت لصحيفة نيويورك تايمز.
عميلة الموساد
ولم تكن ليفني تحب الظهور، وقد ابتعدت عن الأضواء وعن وسائل الإعلام، وعملت على إقصاء عائلتها عن الأضواء، وهي متزوجة من نافتالي سبيتزر الذي يملك وكالة للاعلانات، ولهما طفللان.
وكانت ليفني قد ولدت ونشأت في تل ابيب ، وعرفت بأنها رياضية وذكية خلال ايامها الدراسية.
وأنهت ليفني خدمتها العسكرية ثم التحقت بالموساد في بداية العشرينات من عمرها، ولم يعرف الكثير عن نشاطاتها الإستخبارية، باستثناء أن بعض نشاطاتها تطلب إقامتها في باريس.
ثم تخرجت لاحقا من قسم الحقوق في جامعة بار ايلان وعملت كمحامية لمدة عشر سنوات قبل أن تدخل المجال السياسي.
السبت سبتمبر 20, 2008 4:38 am
