يشعر العديد من الرجال بالحيرة أمام حقيقة علمية، مفادها أن النساء أطول عمراً منهم، بما بين خمسة إلى عشرة أعوام، كما يجزم موقع «العيش حتى الـ 100»، الذي يديره توم بيرلز من جامعة بوسطن الأميركية، أن 85 في المئة ممن تتجاوز أعمارهم قرناً من الزمن حول العالم من النساء. ويقول بيرلز إن هناك مجموعة من العوامل التي تتسبب بطول عمر النساء، مقارنة بالرجال، وهي أمور مشخصة علمياً، لكن قد لا يسهل إيجاد تفسير واضح لها. فعلى سبيل المثال، تتأخر إصابة النساء بأمراض الشرايين والأوعية والقلب، وذلك بمعدل عشرة أعوام على الأقل مقارنة بالرجال، ولكن التبرير العلمي لذلك لا يزال موضع أخذ ورد، حيث كان يُعتقد أن هرمون الأستروجين النسائي مسؤول عن ذلك، غير أن الدراسات الحديثة تذهب إلى تأكيد عدم صحة ذلك. ويرى البعض أن سلامة شرايين النساء، قد تعود إلى واقع نقص الحديد في أجسادهن، وهي ميزة تمنع إصابة خلايا الدم بالشيخوخة المبكرة، ويتوافر الحديد في اللحوم الحمراء، التي عادة ما لا تكون موقع إقبال النساء اللواتي يفضلن الخضراوات.
ويضيف بيرلز أن هناك أسباب جينية محتملة أيضاً لتبرير طول عمر النساء، في مقدمتها وجود زوج من الموروثات الجينية X في خلاياهن، بينما يمتلك الرجال موروث X و Y، ما يجعل حياة الخلايا النسائية أفضل وأطول من خلايا الرجال، وفقاً لمجلة تايم.
ويلفت بيرلز إلى وجود عوامل أخرى تلعب دوراً في أسباب الوفاة المبكرة لدى الرجال، أبرزها «عاصفة التستستيرون» التي تصيبهم في مقتبل العمل، والتي تدفعهم لارتكاب أعمال ومجازفات خطرة، مثل قيادة السيارة من دون حزام أمان، والسعي لامتلاك أسلحة وتعاطي الكحول.
ويضاف إلى ذلك إلى جانب، أن الرجال على ما يبدو، «أكثر حزماً» على صعيد الانتحار، وخاصة بين كبار السن المصابين بالاكتئاب، حيث ترتفع نسب نجاح محاولاتهم مقارنة بالنساء.
ويختم بيرلز بالقول: «إن هناك بعض الطباع الذكورية التي تلعب دوراً سلبياً أيضاً، مثل شراهة التدخين لدى الرجال، ونهمهم الزائد للأكل، وسعيهم الجاهد لإخفاء مظاهر التوتر وكبت مشاعرهم، وهو ما يتسبب بدوره بأمراض القلب والشرايين.
ومن جانب آخر ، فإن المسؤوليات التي يتحملها الرجل على الأغلب تزيد بصورة كبيرة على المسؤوليات التي تتحملها المرأة ، فهو مطالب توفير كل مستلزمات الأسرة والسعي للعمل من أجل إعداد مستقبل جيد لكل فرد في الأسرة.
كما يعتبر السد الأول والمتراس المنيع الذي يدافع عن أفراد الأسرة، سواء في حالات المرض أو في حالات سقوط أحد أفراد الأسرة في مشكلات مستعصية ، وينظر الأبناء في المقام الأول إلى الأب باعتباره مصدر الحماية للأسرة ولا يشكون لحظة بأن والدهم خائر القوى في أي نوع من الأزمات. ولذلك فهو يتحمل الأزمات ويرد النائبات وفي الوقت ذاته يراكم مخزوناً كبيراً من التوترات التي تؤثر على صحته إلى درجة إتلافها.