جاء في حديث سيدنا جبريل المشهور بيان لأصل الإيمان وتفصيل لما يجب أن نؤمن به, وذلك جوابا عن قوله صلي الله عليه وسلم فأخبرني ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله, وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.... قال عليه الصلاة والسلام صدقت.
وقد بين الرسول الكريم أن الإيمان بضع وسبعون شعبة, أفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذي عن الطريق, فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان, ولما كانت الطاعات كلها داخلة في الإيمان لم يفرق الله بينهما في قوله سبحانه: حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان فأدخل في الإيمان جميع الطاعات لأنه سبحانه حبب إليهم ذلك حب تدين,
وكره إليهم الكفر والفسوق وسائر المعاصي كراهة تدين, ومن ذلك قوله صلي الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.
والإيمان له قوته الإيجابية التي تعمل علي تنقية المشاعر, كما أن القوة الإيمانية تترك بصماتها علي العلاقات الإنسانية, فيقول الله تبارك وتعالي: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم, وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا, وعلي ربهم يتوكلون, الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون, أولئك هم المؤمنون حقا, لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.
لقد نصت هذه الآيات علي خمس صفات للمؤمن الحق, وهذه الخمس, كما يقول ابن تيمية تتضمن ما عداها لأن وجل القلب عند ذكر الله يقتضي خشيته والخوف منه, وإذا كان وجل القلب من ذكر الله يتضمن خشيته ومخافته, فذلك يدعو صاحبه إلي فعل المأمور وترك المحظور.
قال ابي بن كعب ــ رضي الله عنه: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه, فإن يعذبهم, وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم, ولو أنفقت مثل جبل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتي تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت علي غير هذا لدخلت النار.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفحاش ولا البذيء وقال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, وإن الله تعالي ليبغض الفاحش البذيء
بقلم: إبراهـيم نـافـع