الصحف البريطانية الصادرة الاثنين اهتمت كثيرا بالمأزق السياسي الذي يواجهه رئيس الوزراء جوردون براون، أي مأزق تحدي زعامته الذي يمكن ان يطيح به خلال مؤتمر الحزب قريبا.
وتركز الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط على موضوع انتخاب زعامة جديدة لحزب كاديما الاسرائيلي، والتنافس بين وزيرة الخارجية الحالية تسيبي ليفني، ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق شاؤول موفاز.
صحيفة "الاندبندنت" تنشر في قسم الشؤون الخارجية مقالا بعنوان "الجاسوسة التي ستصبح رئيسة للوزراء" بقلم دونالد ماكينتاير من حيفا.
في حيفا أكبر المدن المختلطة من اليهود والعرب في اسرائيلن كان كل من تسيبي ليفني ومنافسها على زعامة حزب كاديما الجنرال السابق شاؤول موفاز، يخوضان حملة دعائية هناك تمهيدا لانتخاب زعيم الحزب يوم الأربعاء.
خلال اجتماع طلابي هناك أبدت ليفني صلابة أمام الطلاب ورفضت التعهد بتقديم تنازلات تتعلق بإلغاء ما سبق أن صوتت لصالحه في مجلس الوزراء من زيادة مصروفات الدراسة.
المشكلة حسمبا يقول كاتب المقال أن انصارها والطلاب المعارضين المستائين من موقفها هذا، انتهت باشتباك بينهما استدعى تدخل الشرطة لفضه.
إلا أن هذا لا يقلل من احتمال فوزها بزعامة حزب "كاديما" والوصول بالتالي إلى رئاسة الوزراء، كأول اسرائيلية تصل إلى هذا المنصب منذ جولدا مائير.
يقول الكاتب إن رئيس حزب كاديما في حيفا قال له "إما نتانياهو وإما ليفني.. ليس هناك أحد آخر" وذلك في اشارة إلى أنه إذا لم تصل ليفني إلى زعامة الحزب ثم رئاسة الوزراء خلفا لإيهود أولمرت الذي قضت عليه الفضائح المالية سياسيا، فربما يصل حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو إلى السلطة.
تعويض نفسي
غير أن موفاز له ايضا مزاياه امام الناخبين حسبما يرى كاتب المقال، فهو يمكن أن يعيد الثقة المفقودة بين الاسرائيليين منذ حرب لبنان في صيف العام الماضي، فسيكون فوزه بمثابة عودة العسكريين إلى تولي السلطة اسرائيل، بعد أن اثبتت حكومة يقودها مدني (هو أولمرت أنها رخوة لم تستطع أن تواجه الموقف) أمام انهمار صواريخ حزب الله على شمال اسرائيل كما يقول المقال.
تسيبي ليفني التي عملت في الموساد في شبابها، كانت تنتمي إلى حزب الليكود، لكنها خففت من معتقداتها السياسية واصبحت تؤمن بحل يقوم على دولتين فلسطينية واسرائيلية، لكنها ليست على استعداد- كما يقول الكاتب- لقبول عودة اللاجئين الفلسطينيين، كما سبق ان انتقدت اولمرت على ابدائه الاستعداد للدخول في مفاوضات مع سوريا قبل أن "تعلن التخلي عن دعمها للمنظمات إرهابية".
وينقل الكاتب عن بعض الشخصيات الفلسطينية ميلها إلى أن تفوز ليفني برئاسة الوزراء بسبب ما يرونه من "نظافة يدها وكونها أيضا امرأة وهو ما يعني التغيير" كما يذكر خلال التحقيق رجل أعمال فلسطيني.
والسبب الثاني يعود إلى أن موفاز كان قد صرح خلال الانتفاضة الثانية بأنه على استعداد لقبول "70 قتيلا فلسطينيا يوميا"، أي أنه يعتبر في نظر الفلسطينيين من المتشددين في حزب كاديما.
ليفني، حسبما يقول التحقيق، تود السير على طريق هيلاري كلينتون، لكنها تصغرها بعقد من الزمان، وتريد أيضا الفوز بالمنصب وليس مجرد المركز الثاني