يبرز استخدام ''السواك'' في رمضان كوسيلة لتطهير الفم والقضاء على رائحته نظرا لكونه لا ينقض الصيام. ويؤكد أطباء الأسنان أن الشكوى من أمراض الفم والأسنان تزداد في رمضان نتيجة الإقبال على تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، والمكسرات.
ويقول أخصائي الأدوية والطب البديل الدكتور السيد أبوالفتح ناصر إن المسواك أو'' السواك'' سنة من سنن الفطرة الأربع وهي الختان، والنكاح، والعطر، والسواك، كما أنه من سنن الوضوء كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه مالك والشافعي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء''. وفي رواية السيدة عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ''السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب''. وفي الحديث الشريف الذي رواه النسائي والترمدي، عن جابر رضي الله عنه، قال، قال رسول الله: ''ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك''.
أما عن إمكانية استخدام السواك خلال ساعات الصيام، فلا مانع منه على الإطلاق، بل هو سنة وسلوك مفضل استنادا إلى الحديث الشريف، الذي رواه البخاري عن عامر بن أبي ربيعة، قال: ''رأيت النبي ما لا أحصي يستاك وهو صائم''. وعن عائشة، رضي عنها، قالت: ''ما زال النبي يذكر المسواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن''.
وفي صحيح مسلم، عن شريح بن هانئ، قال: ''سألت عائشة، بأي شيء كان يبدأ النبي إذا دخل بيته؟ قال: بالسواك''. في وحديث آخر لها رضي الله عنها قالت: ''كان النبي يستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به، فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه''.
ويعتبر المسواك، وفق ناصر، الفرشاة الطبيعية المثالية التي زودت بمواد مطهرة ومنظفة تفوق ما في معجون الأسنان من حيث النوعية والكمية، وهو مزود بألياف طبيعية غزيرة وقوية لا تتكسر تحت الضغط وهي لينة بحيث تتخذ الشكل المناسب لتدخل بين الأسنان في الشقوق فتتخلص من بقايا الأكل دون أن تؤذي اللثة.
ويقول ناصر: ''ثابت علميا أن فم الإنسان مرتع لأنواع كثيرة من الجراثيم، حتى أن الواحد مل من اللعاب يحتوي على ما يتراوح بين 34 مليوناً إلى 5,5 مليار جرثومة و750 مليوناً من البكتيريا في المتوسط، وأن هذا العدد يزداد 100 مرة في حال وجود طبقة البلاك على الأسنان، وأن هناك ما بين 100 إلى 160 نوعاً من البكتريا في الفم بصورة دائمة أو مؤقتة، منها الستريبتو كوكاس، وبكتريا اللاكتوبكتريا، والكليبسيلا، والستافيلوكوكاس''.
ويضيف ناصر أن الأبحاث والدراسات الطبية والدوائية الحديثة أيدت فعالية السواك في الوقاية والعلاج من أمراض الفم والأسنان، مشيرا إلى ما أعلنه البروفيسور الدكتور ''كينيت كيوديل'' أمام المؤتمر الثاني والخمسين للجمعية الدولية لأبحاث الأسنان بولاية اتلانتا الأميركية من أنه لوحظ أن الذين يستعملون السواك يتمتعون بأسنان سليمة وأن بعض الشركات في بريطانيا والهند تصنع معاجين أسنان تدخل فيها مواد مأخوذة من السواك لاحتوائه على مواد طبيعة مثل حامض التانيك الذي يقتل الجراثيم، ويطهر الفم، ويمنع نزف الدم، وكما يساعد على التآم جروح اللثة.
وأشارت بحوث جامعة مينسوتا الأميركية إلى أن المسلمين الذين يستعلمون السواك سليمو الأسنان واللثة إذا ما قورنوا بمن يستعملون الفرشاة والمعجون.
وثبت عمليا، وفق ناصر، أن المسواك يحتوي على السنجرين وهي مادة مطهرة قوية تقتل الجراثيم، وقابضة توقف النزف، وبلورات السيليس وهي مواد مزيلة للأوساخ، وحمض التنيك وهي مادة قابضة ومطهرة للثة والأسنان وتمنع النزيف، وزيوت عطرية تنشط الدورة الدموية وتطيب الفم، وثلاثي ميثيل زمين التي تعمل على التآم الجروح والتهابات اللثة، وقلويات سلفادوريين، وفيتامينات مقوية للثة وخاصة فيتامين (سي) الذي يزيد من مقاومة اللثة للالتهابات، والكلور والسليكا اللتان تساعدان على إزالة الأصباغ والتلوين من على الأسنان وتبييضها، ومواد قلوية تعمل على منع التسوس، ومادة صمغية تعمل على تغطية المينا وحمايتها، وكربونات الصوديوم كمادة مطهرة، بالإضافة إلى مواد كيميائية ضرورية للصحة الفموية.
المسواك
المسواك هو عود من شجرة الأراك يؤخذ غالباً من جذور الأشجار التي يتراوح عمرها ما بين سنتين وثلاث سنوات، كما يؤخذ من الأغصان، ويكون طعم النوع المأخوذ من الجذور حاراً في أيامه الأولى أكثر منه عندما يجف، لذلك يكون سعره مرتفعاً في أيامه الأولى ويقل سعره عندما يجف. والاسم العلمي لشجرة الأراك ''سالفادورا يرسيكا''. وفي اللغة الأوردية عرفت باسم ''بيلو'' ومشهورة بشكل عام باسم ''شجرة فرشاة الأسنان''. وهى تشبه في شكلها شجرة الرمان، فأوراقها بيضاوية وملساء متقابلة وهي دائمة الخضرة طوال فصول السنة، وتنتشر لمسافات كبيرة على سطح الأرض والشجرة الواحدة تشبه الغابة في شكلها، وأزهارها صفراء مخضرة. وثمرة الأراك أكبر من حبة الحمص ويكون لونها في البدء أخضر ثم يحمر ثم يسود عند ذلك تصبح حلوة الطعم، ويوجد فيها بذرة واحدة. وتنمو شجرة الأراك في الأماكن الحارة والاستوائية وتكثر في أودية الصحاري وتكون قليلة في الجبال، وتوجد بكثرة في المملكة العربية السعودية، خصوصا في أبها، وجيزان. كما ينمو الأراك في سيناء، وصعيد مصر، والسودان، وإيران، وشرق الهند وباكستان