لا أحلي ولا أجمل.........بقلم‏:‏ صلاح منتصر

بدون أقل مجاملة حلما عاشه كل الذين تابعوا حفل افتتاح الدورة الأوليمبية أمس الأول في بكين‏,‏ فلم يكن هناك بالفعل لا أحلي ولا أجمل من هذا العرض المبهر الذي قدم به الصينيون أنفسهم وسحروا العالم‏!‏

ولابد أن الإنجليز الذين عليهم استضافة الدورة الأوليمبية القادمة‏2012‏ في لندن‏,‏ قد بدأوا يحملون الهم من اليوم بعد أن صعبها عليهم الصينيون جدا فيما قدموه من فنون وتكنولوجيا سواء في تحريك المجاميع أو رسم اللوحات أو استخدام الألوان أو إشعال الشعلة الأوليمبية‏,‏ ومزج الخيال بالحقيقة والصورة بالواقع والنور بالظلام والسماء بأرضية الاستاد‏!‏

كافح الصينيون طويلا وتعبوا وصرفوا واجتهدوا من أجل أن يقدموا أنفسهم للعالم من خلال هذه الدورة كبشر بعد أن ظلت المعرفة بالصين كسلع مختومة بعبارة‏(‏ صنع في الصين‏)..‏ وحتي اللحظات الأخيرة تعرضت الصين لتهديدات بعمليات ارهابية تمنع اقامة الدورة‏,‏ في الوقت الذي كانت فيه المحاولات لتحريض الدول علي مقاطعتها‏,‏ عدم احترام الصين لحقوق شعب التبت‏.‏

والتبت إقليم يسمي لارتفاعه سقف العالم ومساحته مرة وربع مساحة مصر‏,‏ لكن كل السكان نحو‏3.5‏ مليون‏,‏ منهم ربع مليون مسلم والباقي بوذيون‏.‏ وقد تذبذت علاقة التبت بالصين فكانت تخضع لحكم الصين خلال قوتها‏,‏ وتنفصل عنه في فترات ضعف الصين‏.‏ ولكن منذ عام‏1950(‏ بعد أن أصبحت الصين شيوعية‏)‏ أرسلت الصين قواتها إلي أراضي التبت وأخضعت التبت لسيطرتها‏.‏ وقد تمكن الدالاي لاما الزعيم الديني والسياسي لشعب التبت من الهروب في عام‏1959‏ إلي الهند ومنذ ذلك الوقت وهو يدعو ويحارب سلميا لانفصال شعبه عن الصين‏.‏ وقد بلغ تأييد الغرب له لدرجة منحه جائزة نوبل للسلام في نهاية عام‏1989,‏ وهي السنة التي جرت فيها مجزرة ميدان تيانيامين التي سحقت فيها الدبابات الصينية مظاهرات الاعتراض علي انفتاح الصين‏..‏ لقد قضي علي المعارضة واستمر الانفتاح ووصلت الصين إلي ما شاهدناه‏!