كنت رئيسا لنادي القلم الدولي في القاهرة, خلفا لتوفيق الحكيم ويوسف السباعي. اما السكرتير العام فهو د. مرسي سعد الدين. ذهبنا الي فيينا. وملأنا الاستمارات وجاءني رئيس الوفد الاسرائيلي وقال لي: ان هناك مشروعا بحذف مصر من هذا المؤتمر.
وسألت د. مرسي سعد الدين فضاعف دهشتي. وفعلا تقدم من يعترض علي وجود مصر. ووقف رئيس وفد اسرائيل يرفض ويستنكر ويدافع عن ضرورة بقاء مصر كبري الدول العربية ورمز الحضارة الانسانية.
أما الاسباب فهي ان مصر لم تدفع الاشتراك السنوي. وهو بضعة دولارات. لم يجد د. مرسي من يدفعها نيابة عنه.. وفي الليل دعانا الي العشاء كبير كبراء الجالية المصرية د. حاتم ابو راس وهو من عائلة كبيرة في كفر الشيخ. وسمع حكايتنا. ولم يتردد لحظة في ان يتركنا الي صيدليته وفتحها وأتي بالفلوس. واستعدنا عضوية( نادي القلم الدولي).. فضيحة؟ طبعا.
من المسئول؟ الجواب: نحن طبعا فمن الذي كان من الضروري ان يدفع الدولارات. قيل المجلس الاعلي للثقافة وقيل وزارة الثقافة وقيل وزارة السياحة وقيل دار الكتب.
وفاتنا ان نطلب ذلك من وزارة الاوقاف لتدفعها من صناديق النذور!
وقبل ذلك بسنوات كنت أنا والزميل محمد حقي ضمن وفد ثقافي أدبي ضم اسرائيل وتساءلنا: نكلمهم؟ قلت طبعا.
وكلمناهم وناقشناهم. وقالوا وسمعنا وقلنا وسمعوا. وفي آخر اللقاء عددت أصابع يدي وقدمي لا نقصت ولا زادت.. انما المعلومات في دماغي هي التي زادت ومن أجلها يكون أي لقاء!