نظرية النسبية وأحاديث الحصاد...محمد صلاح

زائر

بجوار الجدول الجاري بمائه الذي يتراقص طرباً في طريقه للزرع على وقع هدير السواقي وحفيف الشجر، دار الحديث بين الأصدقاء الثلاثة الذين فرغوا لتوهم من دراستهم الجامعية عما يجب عليهم فعله الآن لولوج معترك الحياة؟ فالأحلام كبيرة والعقول متأملة والأرواح محلقة في عالم آخر يكاد يلامس الخيال.

قرر الثلاثة ملء فراغهم بالقراءة إضافة إلى لقاءاتهم المتكررة والتي تعتبر متنفساً لهم في أي وقت من النهار. قرأ أحدهم كتاب نظرية النسبية لاينشتاين عدة مرات وصرح للصديقين انه قرأ هذا الكتاب ولم يفهم منه شيئاَ، وانه توقف كثيراً عند فرضية سفر أحد توأمين في مركبة فضائية بسرعة تقارب سرعة الضوء.

ليكتشف بعد عودته للأرض بعد خمس سنوات على ساعته، مرور خمسين عاما على توقيت الأرض وأن أخاه قد كبر خمسين عاما في حين لم يزد عمره هو سوى خمس سنين. أمر طبيعي.. كان رد الصديقين... معللين بأن اينشتاين حينما قدم نظريته لم يعلم ان مثلك سيقرأها.. كان وقع كلمات الصديقين عليه مؤلما، وفي الجلسة التالية، أخرج الكتاب من جيبه ودفعه إلى أحدهما .

مؤكداً انه لن يقرأ هذا الكتاب مرة أخرى لأنه ضرب من الخزعبلات العلمية القائمة على افتراضات لا يمكن تحقيقها، خاصة أن بعض العلماء أكد أن اينشتاين استخدم خياله كثيراً ليتوصل إلى حقائق علمية واقعية، فتخيل ذات مرة أنه على منطاد يطير به بسرعة هائلة إلى الفضاء الخارجي ليجد نفسه سابحاً به بين الكواكب والنجوم، وما أن انتهى من رحلته عاد ليضع نظرية النسبية الخاصة والمعقدة.

انصرف الجميع وبعد ثلاثة أيام أتى الصديق الثاني بالكتاب مؤكداً أن هذا الكتاب خطه جني وليس عالما كبيراَ، مع استحالة الاستفادة من هذه النظرية، فكيف نتصور أن هذا الجدار في الأصل غير متماسك وان كل طوبة وكل حجرة قائمة بذاتها .

وان هناك فراغات لا يمكن للعين المجردة أن تدركها وأننا لو استخدمنا تليسكوبات كبيرة سنرى هذه الحقيقة، وكيف نصدق أن القطار الذي يسير بسرعة 60 كيلومتراَ هي سرعة نسبية تختلف من فرد يمشي إلى فرد واقف وتختلف بالنسبة لقطار يسير عكس الاتجاه. ألقى الصديق الثاني الكتاب الذي تناوله الثالث قائلا لعلًي أخرج منه بشيء قد غاب عنكما.

قرأ الصديق الثالث الكتاب عدة مرات وفي الأخير قال إن هذه النظرية ترف عقلي، وأنني فهمت من هذه القراءة شيئا غريبا قد يكون فهمي له خاطئا وهو أننا لو افترضنا جسما يتحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء وكانت نقطة انطلاقه اليابان إلى الولايات المتحدة على سبيل المثال فإن هذا الجسم من المفترض أن يعود إلى اليابان مرة أخرى.

لكن المفاجأة انه سيعود «أمس»وهذا ما لا يقبله العقل. في ليلة بدر كان موعد الحصاد وكان الناس قد تعودوا على القيام بعملية درس المحاصيل ليلا وكعادتهم ذهب الأصدقاء يساعد كل منهم الآخر في جمع المحصول ودرسه ومن ثم نقله بالحمير إلى المنازل التي لا تبعد إلا كيلو متر عن هذه الزراعات، كان حمار الأول قويا وسريعاً واستطاع أن يذهب بجوال الذرة إلى البيت والرجوع .

وهما ما زالا في الطريق، وتكررت هذه العملية إلى أن تم الانتهاء من نقل كافة المحصول، أحس كل منهم بالإرهاق الشديد الذي سرعان ما جعلهم يغطون في نوم عميق، تذكر صاحبنا كيف كان حماره الأقوى والأسرع، وكيف كان يرجع مرتين أحيانا وهما ما زالا في الطريق، غالبه النوم وفي لحظة ما قبل النوم قدحت في عقله نظرية النسبية، وأخذت الأفكار تتزاحم في عقله،.

في الصباح ذهب مسرعا إلى صديقيه، قائلا وجدتها... رد الصديقان: «يا عم خلاص كل القوانين تم وضعها».. الحمار فسر لنا ما عجزنا عن فهمه، أخذ الصديق يشرح كيف أن حماره استطاع أن يسبق صديقيه وانه عاد إلى نفس المكان الذي انطلقوا منه جميعا في نفس الوقت، لكنه عاد في وقت ماض بالنسبة للصديقين اللذين أسرعا بتحسس جسمه لعله قد أصيب بارتفاع حرارة شديد أثرت على قواه العقلية.

هههههههههه
طب اول 2 دول اوك
بس اللي رجع امبارح ده في الاصل راح امتي ؟؟
هههههههههه
انا كان نفسي اقري عن النظريه النسيبه واتقالي اني مش هافهم حاجه
بس دلوقتي في اقرب فرصه باذن الله هاكون قريت عنها