كيف نستطيع أن نصل إلي أعماق نفسية المرأة، هل نصل اليها بمخاطبة العقل والمنطق فيها؟ أم بمخاطبة غرائزها؟ لقد بح صوت رجال الدين والدعاة حينما خاطبوا منطقها وعقلها ودينها، ولكننا نري أن الذين خاطبوا الغريزة فيها ينجحون سريعا، ومثال ذلك هؤلاء الذين يصنعون الموضة أو بمعني آخر ملوك الموضة، عندما يدعون المرأة لتغيير الفستان او إطالته، أو كشف الكتفين أو تعرية الظهر، فإن هذه الدعوة تجد منها استجابة فورية، علي عكس رجال الدين الذين يفشلون فيما نجح فيه ملوك الموضة!
وفي العصور القديمة حيث كانت المرأة محجبة يحدثنا تاريخ الادب، ان أحد تجار الخمر السوداء في العصر العباسي بارت تجارته، فاستنجد بمطرب فسد واعتزل الطرب ولكنه كان معبودا للنساء، فطلب منه ان يتغني بهذين البيتين:
قل للمليحة في الخمار الاسود.. ماذا فعلت بزاهد متعبد، قد كان شمر للصلاة ازاره حتي وقفت له بباب المسجد، فأقبل النساء علي شراء الخمر السوداء إستجابة لاعجاب قديم بهذا المطرب!
إن المنطق مع المرأة يتوه كما يتوه الحق مع الباطل، والتزين عندها عبادة، والنظر الي غيرها من النساء محظور تماما، وبين التزين والغيرة يذهب العقل، وتبقي نزوات يلعب بها ويشغلها ملوك الموضة، فيصلون الي قرار بداخلها، يجعلها أسيرة لهم، عجينة في أيديهم يصنعون منها ما يشاؤون!