زائر زائر
| موضوع: اختيار الزوجة ورغبات المجتمع السبت أغسطس 23, 2008 3:02 am | |
|
كان قد بدأ بتنظيم حياته بشكل مناسب فقد كسب ثقة محيطه في العمل فهو رجل ملتزم لا يتأخر في إنجاز ما يتوجب عليه، لذا سارت الأمور بسلاسة عالية ولم يبق أمامه سوى التحلي ببعض الجرأة لحزم أموره العاطفية التي بقيت معلقة بسبب خوفه من عدم قدرته على الوفاء بوعوده، لكن الوقت حان ليعد ويفي. |
فنام ليلته على نية انجاز تلك الخطوة في اليوم التالي، اتصل في اليوم التالي بالفتاة التي علق عليها آماله طالبا التحدث معها، وكانت تنتظر هذا الطلب وهي التي تعرفه منذ أيام الطفولة، لذا رحبت به بابتسامة عريضة متخلية عن تحفظها، فشعر بالرضا العميق وتمنى أن يسابق الزمن ليحقق حلمهما في الزواج وبناء الأسرة. |
بدأ يخطط لمفاتحة والدته بالأمر لتتحمل بدورها مسؤولية الحديث مع أبيه، وهو يعرف أنه سيلاقي بعض التحفظ من أهله لأن الوالدة تسعى إلى إقناعه بابنة أختها، فحاول أن يتحدث في الموضوع بأكثر الوسائل إقناعا بادئا حديثه بمخاطر الزواج بين الأقارب والأمراض الوراثية بينما كانت الوالدة تستمع بصبر نافذ، حتى قاطعته قائلة، أخبرني من هي التي جعلتك ترفض ابنة خالتك وتحاول إقناعي بهذه الطريقة؟ |
فاجأه السؤال لكنه كان قد عزم على امتصاص غضب والدته بأي شكل فقال لها: أعرف انك غاضبة مني لكني لا أجد أي عيب في ابنة خالتي سوى أني أشعر أنها مثل أختي وأنت تحبينها ولا تقبلين أن تتزوج رجلا لا يعطيها حقها من العاطفة. |
حسنا أخبرني من وابتعد عن اللف والدوران؟ |
انها سلمى ابنة جيراننا في الفريج. هل تتذكرينها؟ |
وما الذي عرفك بها، لقد تركنا الفريج منذ عشر سنوات، كيف وصلت إليها ومنذ متى تعرفها؟ |
ما الذي حدث يا أمي تحدثينني وكأني أنا الفتاة ولست رجلا لي اختياراتي، تعرفت عليها في العمل فهي الآن تعمل مديرة لأحد أقسام دائرتنا، وهي فتاة ملتزمة وقد راقبت تصرفاتها طوال الشهور الماضية، فلماذا الغضب والاعتراض. |
هل جننت، هل تعرف من أمها؟ |
ما بها أمها أنا أعرف أنها من عائلة طيبة ولم أسمعك تذكرينهم بالسوء أبداً فما الذي حصل الآن؟ |
انها ابنة الخادمة الآسيوية التي تزوجها أبوها بعد وفاة زوجته الأولى. |
ـ وما الفرق كنت قد اقترحت على خالي أن يتزوج أختها الكبرى عائشة فلماذا الاعتراض الآن. |
سلمى هي الأخت غير الشقيقة لعائشة، لذا فهي تصغر إخوتها بكثير لقد بقيت الخادمة عندهم سنوات وربت الأولاد والبنات حتى اقتنع بها الرجل وتزوجها. |
يعني حتى لو كانت أمها خادمة فهي امرأة طيبة لم تترك الصغار بعد وفاة أمهم وأنت امرأة مسلمة يا أمي فلا تظلمي أحدا بهذا الشكل. |
لم أظلم أحدا ولم أتحدث عنهم بالسوء لكني أرفض أن يتزوج ابني ابنة الخادمة. |
بدا الهم عليه وهو يحكي لأخته ما جرى، فقالت له: عندي الحل، واترك الأمر علي. |
أخبرت الفتاة أمها أنها ستستقبل صديقاتها على الغداء وفي اليوم الثاني كانت سلمى واحدة من الحاضرات ولم تكن الوالدة قد رأتها منذ سنوات طويلة. |
استقبلت الأم الفتيات ورحبت بهن ولفت نظرها جمال سلمى وحسن خلقها، وقبل أن تمتد مائدة الغداء كانت سلمى قد استأذنت للصلاة بينما كانت الأم تراقب تحركاتها بإعجاب، فسألت ابنتها عن الفتاة وهل هي مخطوبة أم لا لأنها تتمنى لو تستطيع اختيار فتاة كهذه زوجة لابنها الوحيد. |
ضحكت ابنتها وقالت سأخبرك بعد أن تنتهي الدعوة، وبقيت المرأة متلهفة لمعرفة الفتاة وما أن غادرت الضيفات بيتها حتى لاحقت ابنتها بالأسئلة، فأجابتها الفتاة: هذه سلمى التي رفضت أن يتزوجها ابنك، فهل ما زلت ترفضين؟ |
|
|