ما هو الحزب السياسي الذي تنتمي اليه؟ ولماذا كان هذا الاختيار؟ واذا لم يكن هناك حزب سياسي فكيف يسهم في اصلاح وتنمية بلده؟
الارقام تؤكد ان الشبان لا ينتمون الي أي حزب سياسي. ويرون ان السياسة فاسدة وانها تدعو الي الفساد وتقوم علي الفساد. ولكن في الوقت نفسه لا يتساءلون: اذا كانت السياسة فاسدة وتأتي بحكام فاسدين فما دورهم وكيف يمكن ان يسهموا في الاصلاح.. وهل من الضروري ان يسهموا..؟
هذا السؤال ليس واضحا لدي الشبان. فهم كرهوا السياسة والساسة. ولكن في الوقت نفسه ينسون ان دورهم قد جاء لإصلاح ما أفسده الآباء والأجداد. وأن المستقبل من صنعهم. مثل هذه المعاني تدل الارقام علي انها لاتشغلهم ولم ترد علي خاطرهم. وأنهم يهتمون بأشياء اخري احسن: الرياضة والتليفزيون والكومبيوتر, أما السياسة فلا. والارقام تدل علي انهم لا يعرفون بالضبط ما هي السياسة, وما هو الفرق بين الاحزاب السياسية والاحزاب الدينية. وانهم ينظرون الي الشرق مهبط الديانات نظرة غريبة.. فهم يرون ان الشرق متخلف وعنده افكار خرافية.
وهذا هو سبب تخلف الشرق. أما الغرب فقد تقدم لأسباب كثيرة من بينها عدم استغراقه في الدين. ويرون ان الحروب الصليبية اشتعلت بسبب التعصب والتخلف العقلي. وانها لم تؤد الي الثورة في الصناعة وفي العلوم وفي الفكر, وانها هي التي عرفت المسيرة الي الأفضل.
ويبقي السؤال: إذن كيف نصلح بلدنا؟ كيف نبني لها مستقبلها والشباب هو المستقبل. شيء غريب ان تدل الأرقام علي انهم لم يفكروا في مثل هذه القضية؟!